وسقط شعار "السجن إصلاح وتهذيب"

بعد خروج سجين أبو زعبل، الفضائيات تستعد لمهرجان الردح، فبعد لحظات من خروجه من سجن أبو زعبل، تلقفته إحدى الفضائيات لتقدم للمشاهدين أول ملحمة في الردح والشرشحة، كانت مدة الحوار 30 دقيقة لم تستطع القناة تقديم أكثر من 5 دقائق من فاصل الردح لأن فاصل الردح ملئ بالشرشحة التي يعاقب عليها القانون، والتي يخوض فيها مرتاد السجون في أعراض الكثير من المسئولين وخاصة مسئولي الزمالك، صحيح أن ما قاله كان على مسئوليته، ولكن صاحبنا هذا ظل طوال شهور يعزف سيمفونياته منفردا في جميع الفضائيات المصرية والعربية، وملأ الساحة الرياضية بغيوم وسحب سوداء أفسدت الوسط الرياضي وأفسدت نفوس الكثيرين وخاصة البسطاء من محبي وعشاق القلعة البيضاء التي ما زالت تئن من تصرفاته وأفعاله وأقواله وأكاذيبه التي لا تنتهي، وما زالت القلعة البيضاء تتساقط منها البطولات يوما بعد يوم بسبب ما أفسده خريج أبو زعبل، ولم يستطع أحد أن ينال منه فهو رجل زئبقي يتلاعب بالألفاظ مستغلا معرفته بثغرات القانون.

سجين أبو زعبل القادم من خلف الأسوار، عاد ليفتخر ويتباهى بوجوده لمدة عام في السجن، عاد ليصف لنا سعادته بتلك الفترة التي قضاها في رحاب المجرمين، وكأنه يتمنى العودة إليه قريبا أو كأنه يريد أن يقول أن من يرفع عليه قضية ليعيده خلف الأسوار سيقدم له خدمة جليلة، لأنه سيعود للمكان المفضل لديه، وهذا ليس بغريب عنه فهو لم يعرف للحياء طريقا، و بينه وبين الحياء خصومة أبدية، خصومة مزمنة لا أمل في علاجها، وسقط شعار "السجن إصلاح وتهذيب".

سجين أبو زعبل المفرج عنه بالأمس قال الكثير، وما قاله لا يبشر بالخير، خاصة لنادي الزمالك، فخريج سجن أبو زعبل لدية قائمة جاهزة بالتهم لأي معارض له أو لأي منافس له، وأحيانا يفصل التهم تفصيلا ويرميها على شخص معين ثم يأخذها هي نفسها ويلبسها لشخص آخر وربما أشخاص آخرون، فبالأمس قال أن ممدوح عباس أدخله السجن بفلوسه وأنه عاد لينتقم من ممدوح عباس، هذا الكلام يعاقب عليه القانون ويعيده مرة أخرى إلى أصدقائه ورفاقه في سجن أبو زعبل، فكلنا نعرف أن صاحب السوابق دخل السجن بناء على مذكرة قدمها رئيس مجلس الدولة بأنه تهجم على مكتبه، فما علاقة ممدوح عباس بذلك ؟ هل قدم عباس أمواله لرئيس مجلس الدولة كي يتهم صاحب السوابق بتلك التهمة مقابل أموال ممدوح عباس ؟ هذا ما فهمته وهذا هو مضمون الكلام، وإلا فليوضح لنا خريج أبو زعبل معنى هذا الكلام.

"ملف لكل مواطن"، صدعنا خريج أبو زعبل بملفاته التي لا تنتهي حتى أننا تخيلنا أن لديه ملف لكل مواطن، فما أن يختلف معه أحد حتى يلقي عليه بالتهم ويهدده بفتح الملف الذي يحتوي على الأدلة التي تدين هذا الرجل الذي يعتبر مجرما لو كان ما يقوله خريج أبو زعبل صحيحا، وهنا أتعجب : أين دور الرقابة ؟ أين المسئولين في مصر ؟ ألم يسمع أحد من المسئولين كلام خريج مصلحة السجون وهو يهدد بفتح الملفات لأي شخص يعارضه، لأن معنى ذلك أن خريج مصلحة السجون لديه أدلة تدين الشخص المقصود هذا ورغم ذلك لم يقدم تلك الأدلة للعدالة، وبهذا فهو يتستر على المجرمين من أجل ابتزازهم علنا وعلى شاشات الفضائيات المصرية والعربية، يحتفظ بالأدلة ويتستر على هؤلاء المجرمين من أجل ابتزازهم وليس من أجل العدالة أو من أجل مصر أو من أجل شعب مصر، وإذا كان خريج سجن أبو زعبل لم يقدم ملفا واحد من عشرات الملفات التي هدد بها، فمعنى ذلك أنه شريك في الجريمة، سواء كان ذلك نتيجة التستر على المجرم أو كان ذلك نتيجة اشتراكه عمليا في تلك الجرائم أو أنه تقاضى أموالا أو خدمات أخرى مقابل صمته وعدم تقديم أدلة الإدانة.

وكلنا نذكر واقعة الاعتداء على فيلا محامي تجار المخدرات ونواب سميحة عندما اتهم جماهير الأهلي بأنها هي من فعلت ذلك، ثم اتهم أيضا إسماعيل سليم وأيضا اتهم منافسه في انتخابات مجلس الشعب، حدث واحد فقط اتهم به ثلاثة لا تربطهم أدني علاقة مع بعضهم البعض، فجماهير الأهلي تنتمي للنادي الأهلي وكانت يومها تحتفل بالفوز على الزمالك فكيف لها أن تترك الاحتفالات والأفراح وتذهب لتعتدي على فيلا محامي نواب سميحة ؟ كما أن إسماعيل سليم ينتمي لنادي الزمالك وكان نائبا لمحامي نواب سميحة، ثم الثالث وهو مرشح مجلس الشعب في دائرة أتميدة معقل محامي نواب سميحة وخريج مصلحة السجون، فما علاقة مرشح مجلس الشعب بهزيمة الزمالك ؟ كلهم أبرياء، لأن من فعل ذلك هي جماهير الزمالك أو خريج سجن أبو زعبل هو نفسه من فعل ذلك نفسه، بعد كل الإخفاقات خلال الشهور الثمانية في عهد خريج السجون الميمون، وهذه بعض إخفاقات خريج أبو زعبل : صفقات اللاعبين الفاشلة عشرة لاعبين لا يصلح منهم أكثر من 2 فقط للعب لنادي الزمالك ..، صفقات اللاعبين الضائعة مثل : محمد عبد الله .. عمرو سماكة .. أكوتي منساه .. وعود باستقدام كل من: بشير, حسام حسن, حسني عبد ربه, أحمد حسن, عبد الظاهر السقا, ميدو، تغيير ثلاث مدربين خلال ثلاثة أشهر، هزائم مذلة لفريق كبير بحجم الزمالك 5–0 من حرس الحدود، هزيمتين من الأهلي خلال 20 يوم , 3–0 من الرجاء المغربي في مصر، شطب نادي الزمالك في كرة اليد بسبب حب المنظرة وهي أكبر إهانة في تاريخ الزمالك، رفع قضايا بعد كل فشل للإيحاء بأنه مازال هناك أمل، حتى القضايا اللي كسبها عن طريق القضاء كانت مجرد حبر على ورق، خسارة 3 بطولات في عهده الميمون كاس مصر, بطولة إفريقيا, والبطولة العربية، التركيز على بناء دورات مياه وحمام سباحة وزراعة نجيل وشراء مجموعة ترابيزات وكراسي كل ذلك الهدف منه كسب ود أعضاء الزمالك لأنهم بأيديهم انتخابه أو إسقاطه، وهؤلاء لا يهمهم كرة القدم أو غيرها، كل ما يهمهم هو الاستمتاع بأوقات الفراغ والويك إند، الحديث المتواصل بأنه يبني النادي من ماله الخاص وهذا ادعاء كاذب فكلنا يعرف مشاكله مع المندوه الحسيني بسبب رفض المندوه لاعتماد مصروفات المباني وصرف شيكات لاستكمال البناء .. فكيف تكون هذه المباني من مالك الخاص يا محامي نواب سميحة؟.

حتى لو كان هناك بعض المساهمات من مالك الخاص فعليك احترام الزمالك ولا تمن عليه لأن هناك العشرات أو المئات من رجال الأعمال يدفعون الملايين للزمالك ولم يمن أحد منهم على الزمالك، ولا يعرف أحد أسماءهم، المحامي خريج أبو زعبل كان يتساءل: لماذا يحاربون من أجل الوصول للكرسي وهو عمل تطوعي؟.

وأنا أسأل محامي تجار المخدرات: ولماذا تحارب أنت من أجل الكرسي وهو عمل تطوعي؟.

يدعي أنه يحب الزمالك، ونسي أنه كان عضوا في الأهلي قبل أن يكون عضوا في الزمالك بـ 20 سنة، ونسي أنه حاول التقرب من صالح سليم والتودد إليه عن طريق محاولاته التشهير بطاهر أبو زيد لمجاملة صالح سليم أيام انتخابات الأهلي وعندها أمر الراحل العظيم صالح سليم بعدم دخوله إلى مكتبه مرة أخرى؟.

وعندما أصر على الاستمرار في التشويه بطاهر أبو زيد لمجاملة المايسترو صالح سليم فأمر بعدم دخوله النادي الأهلي طوال يوم المؤتمر وعندها فقط تأكد محامي نواب سميحة أنه لن يكون لك مكان في الأهلي عن طريق أساليبك الشيطانية .. الهمجية السوقية .. فتحولت إلى نادي الزمالك ووجد ضالته هناك بعد أن قام برفع قضية على محمد نصر المخرج التلفزيوني بحجة أنه أعاد أهداف الأهلي ولم يراعي مشاعر الجماهير الزملكاوية وهنا احتضنه كمال درويش وشيئا فشيئا أعلن الحرب على درويش الذي مد له يده حتى أطاح به من على عرش الزمالك، ثم بدأ في الإساءة له والتشهير به، إن كمال درويش حقق انجازات لم يحققها نادي الزمالك على مدى ربع قرن أو أكثر من 25 سنة.

ومعنى ذلك أن جماهير الزمالك سوف تقارن بين انجازات محامي نواب سميحة وبين انجازات كمال درويش وعندها سيكتشف الجميع أنه لا يستحق هذا الكرسي الذي حارب الجميع من أجله .. ليس حبا في الزمالك كما يدعي ولكن حبا في الظهور والمركز الاجتماعي وحبه لنفسه فقط .. والدليل أن خريج أبو زعبل قال أنه صرف 4 مليون جنيه قبل الانتخابات على الأعضاء في رحلات وعزومات وهدايا وغيرها، لماذا؟، لأن كرسي رئاسة الزمالك مركز اجتماعي كبير يستحق أن يصرف من أجله الملايين, وأيضا لأنه يريد أن يقنع الجميع بأنه ينفق على الزمالك وأن أياديه بيضاء وأنه تحارب الفساد، ويريد إزاحة كل رموز وكل محبي الزمالك وعندها سيكون وحده المتصرف الأوحد في الزمالك ثم يعوض كل ما صرفه من أموال في صفقة واحدة وتحديدا كانت هي بناء مول وجراج في الزمالك صفقة القرن كما كان يقول، ولن يشك أحد فيه ولن يستطيعوا أن يدينوه بشيء لأنه المحامي الجهبذ كما حدث من قبل عندما كان مستشارا قانونيا للريان.

فعندما رأى الريان يسقط وأن الحكومة بدأت في القضاء عليه، حامت الشبهات حول عشر ملايين دولار من أموال الريان تم تهريبها للخارج، عشرة ملايين دولار من أموال الشعب التي سرقها الريان، لم يستطع أحد إثبات التهمة عليه رغم أنه اعترف بها لأبناء بلدته بشالوشة وسنتميه أثناء أحد المؤتمرات أيام الانتخابات في دائرة أتميدة، إلا أنه يستطيع إنكار ذلك بسهولة وهو أفضل من ينكر ما يقوله وما يفعل، بعد أن خرج من السجن قال إنه رفض العقو الرئاسي في رمضان الماضي، وفي حوار آخر قال إن هناك من تآمر عليه حتى لا يخرج في رمضان الماضي واتهم شخصيات كبيرة، وهل هناك أكثر من سبه للراحل العظيم صالح سليم على شاشات التليفزيون وكذلك جماهير الأهلي وفي اليوم الثاني أنكر كل ما قاله، رغم أن كل ذلك مسجل وسمعه ملايين المصريين، وكان كل مرة يفشل يرمي بالتهم على غيره أو يضع أحدهم ضحية لفشله، مرة أحمد رفعت ومرة بوكير ومرة يتهم اللاعبين بالخيانة ومرة يتهم فاروق بالتآمر أو بتهم الإعلام ويتهم فيلم سيد العاطفي ويتهم جوزيه ويتهم درويش ويتهم الأهرام ودريم وكل مصر فاسدين إلا الملاك الطاهر عفيف اللسان خريج أبو زعبل، لو أن هذا المحامي يحب الزمالك حقا فلينسحب ويترك الزمالك لأبناء الزمالك ورجال الزمالك .. الزمالك ملئ برجال وشخصيات محترمة أمثال المستشار جلال إبراهيم وعصام بهيج وحمادة إمام، لو بيحب الزمالك ينسحب، لو عايز يخدم الزمالك فعلا ممكن يخدم الزمالك وهو خارج مجلس الإدارة، لو بيحب الزمالك، لو عايز يخدم الزمالك، لكن بهذا الشكل فهو يدمر ثاني قلعة رياضية في مصر.

سابقا كانت الفضائيات تذهب لهذا المحامي الذي هبط في غفلة من الزمن على القلعة البيضاء وبالتالي على الوسط الرياضي، واستطاع بأسلوبه هذا في اتهام الآخرين إقناع الكثيرين من أعضاء الجمعية العمومية للزمالك ليجلس على عرش القلعة البيضاء ويديرها بطريقة مقاول الأنفار أو بطريقة رئيس العمال في إحدى الورش، فكانت الفضائيات تذهب إليه في مكتبه في القلعة البيضاء خاصة الفضائيات العربية، وكانوا يستغلون سذاجته وحبه اللامحدود للمنظرة ويستدرجونه بطريقة ساذجة، ليفاجأ هؤلاء باندفاع محامي نواب سميحة وكأن ماسورة الصرف الحي قد انفجرت وأخرجت ما بجوفها من سيئ الألفاظ من سب وقذف وتهم وخوض في أعراض المسئولين وكل من يعترض عليه، ويضحك مقدمي تلك البرامج لانتصارهم ونجاحهم في مقصدهم وهو رفع درجة حرارة الحوار إلى الدرجة القصوى.

الآن وبعد أن تم خلعه بطريقة الزوجات الذين يخلعون أزواجهم، لا أدري أين سيتقابل مع مقدمي تلك البرامج، هل سيدور هو على أبواب الفضائيات ليعرض عليهم خدماته ؟ أم سيقابلهم في فيلته ؟، أم سيتواعد معهم ليقابلهم في المكان الذي عاش فيه أجمل أيام حياته في سجن أبو زعبل؟.

الكابتن حلمي طولان تحدث بنبرة حزينة وبقلب يملؤه الحسرة قائلا: "لك الله يا زمالك" بعد أن سمع فاصلا من الردح من خريج سجن أبو زعبل، وكثيرا من جماهير الزمالك أصابتها الحسرة بعد أن علموا بخروج محامي نواب سميحة من سجن أبو زعبل، ومنهم من قال : أقيموا سرادقات العزاء في كل مكان ترحما على استقرار نادي الزمالك، في المقابل هناك فرحة عارمة من بعض جماهير الأهلي بخروج سجين أبو زعبل لأنه السبب الرئيسي في محنة الزمالك الحالية وسوف تزداد الأمور تعقيدا أكثر وأكثر في القلعة البيضاء، لأنه للأسف الشديد هناك من يؤيد محامي نواب سميحة من جماهير الزمالك لأنه يسعدهم بسب جماهير الأهلي وتوجيه الاتهامات لمسئولي الأهلي، دون النظر لمصلحة الزمالك، في الوقت الذي ترحب فيه بعض جماهير الأهلي بعودة محامي نواب سميحة إلى الزمالك لأن ذلك يساعد الأهلي على ضمان عدم منافسة الزمالك دون مراعاة لمصلحة مصر ومنتخب مصر والرياضة المصرية التي بالتأكيد سوف تتأثر بوجود خريج مصلحة السجون فرع أبو زعبل.